نجحت وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) في وضع قمرين اصطناعيين لرصد الجاذبية في المدار المحيط بالقمر.
واطلقت المركبة الفضائية "غريل ايه" Grail-A مساء السبت محركاتها الرئيسية لتاخذ مدارا اهليجيا (شبه بيضاوي) حول القمر.
وتقوم المركبة الاخرى، "غريل بي" Grail-B، بالمناورة ذاتها الاحد.
وستقوم المركبتان بتحديد قياسات يتوقع ان توفر للعلماء فكرة جيدة عن التركيب الداخلي للقمر.
ومن شأن المعلومات الجديدة ان تكشف عن نظريات تكون القمر وتحل كثيرا من الالغاز من قبيل اختلاف الشبه بين جانبي القمر، القريب والبعيد منهما.
وتأمل كبيرة العلماء د. ماريا زوبر في التوصل الى بعض الاكتشافات الهامة.
وقالت د. زوبر، الباحثة في معهد ماسشوستس للتكنولوجيا: "مهمتي في العام الجديد هي الكشف عن اسرار القمر وفهم كيف تكونت الارض والقمر والكواكب الصخرية".
واضافت: "مع دخول غريل ايه الى المدار حول القمر نصبح على بعد خطوة واحدة من تحقيق هذا الهدف".
وكانت المركبتان اطلقتا في سبتمبر/ايلول الماضي من قاعدة كيب كانفرال بكاليفورنيا واتخذتا مسارا ملتويا طويلا حتى وصلتا الى هدفهما.
ويشرح مدير البرنامج في معامل الدفع الجوي بكاليفورنيا ديفيد ليمان عمل المركبتين: "بعد دخولهما في المدار حول القمر تقوم المركبة بعمليات احتراق تاخذ شهرين لتهبط الى ارتفاع 55 كم من سطح القمر وما ان يحدث ذلك حتى تبدأ مهمتها العلمية".
وتقوم اقمار غريل الاصطناعية بمسح التباينات الطفيفة في الجاذبية على سطح القمر.
وتعكس تلك الاختلافات في الجاذبية التوزيع المتباين للكتلة ، ومن الامثلة الواضحة المناطق الجبلية او الوديان الغائرة على سطح القمر.
وحتى داخل جسم القمر نفسه فان الكتلة الصخرية موزعة بشكل غير متساو اذ توجد مناطق اعلى كثافة من الاخرى.
وتقوم المركبتان بقياس اختلافات الجاذبية بتتبع احداهما الاخرى.
وتستغرق مرحلة رصد الجاذبية 82 يوما حتى مطلع يونيو/حزيران وبعد ذلك يدخل القمر في حالة كسوف اذ تقع الارض بين القمر والشمس.