فن الرسم على الطرقات والأرصفة (Pavement Art) هو فن عريق في أوروبا تعود جذوره للقرن السادس عشر الميلادي، وكان يستخدم لتزيين الشوارع والأرصفة والجدران في المهرجانات والمناسبات الدينية. أعيد إحياء هذا الفن في إيطاليا في السبعينات ولاقى رواجاً كبيراً عندما قام الفنان الأمريكي كيرت وينر بإدخال الرسومات ثلاثية الأبعاد على هذا النوع الفريد من الفن فمنحه عمقاً جديداً.
تمت الإشارة إلى هذه النوعية من الأعمال في عدة مواضيع سابقة (اضغط هنا)، وسنتناول هنا ثلاثين عملاً تمثل أحد أكثر الأفكار تجسيداً لجمال هذا الفن وهو “الإيهام بالسقوط”، حيث يرسم الفنان عمله الثلاثي الأبعاد على الشارع (باستخدام الطباشير) بحيث يوحي للناظر بوجود حفرة فيه تمتد إلى باطن الأرض !
وسنبدأ بهذا العمل من أحد ساحات العاصمة السويدية ستوكهولم:
لا داعي للفزع فهذا الرجل المسكين لن يسقط وإنما هو يسير على لوحة فنية كبيرة مرسومة على الارض بالطباشير من إبداع الفنان السويدي إريك جونسون، وإليكم الدليل بالفيديو:ومن ستوكهولم إلى لندن وهذا العمل الفني لأندرو ووكر:
قام الفنان بعمله في مصعد بأحد المراكز التجارية كنوع من الدعاية ولاقى العمل استحسان الجمهور الذي تفاعل معه بشدة.
والآن ننتقل لأحد أكثر الفنانين أعمالاً في هذا المجال وهو الفنان البريطاني جو هيل:
العمل أعلاه نفّذه الفنان كدعاية للفيلم الأمريكي رجل على الحافة (Man on the Lodge)، ورغم أن العمل نفذ في لندن إلا أنه يمكنك رؤية تاكسي نيويورك الأصفر بالإضافة لعربة شرطة المهام الخاصة الأمريكية في أسفل الصورة. ومن أعماله أيضاً هذا العمل الدعائي لأحد مهرجانات الأفلام في مدينة مانشستر الإنجليزية:
وعمل آخر باسم (حادثة في المترو) في مدينة زيورخ السويسرية:
وفي الصين نفذ عملاً باسم “بوابة الأسد”:
وهذه طائفة أخرى من أعماله:
ومن الفنان جو هيل إلى الفنانة الأمريكية تريسي لي ستم، ونستعرض ثلاثاً من أعمالها:
أما هذا فهو أحد أعمال الفنان الألماني مانفريد ستيدر باسم “السلم الكهربائي”:
والآن نعرج على تجربة فنان ألماني آخر صاحب تجربة كبيرة ولمسة بديعة في هذا المجال هو الفنان إدجار مولر. تتميز أعمال هذا الفنان بكبر حجمها وغزارة تفاصيلها وواقعيتها الشديدة وهذه بعض منها:
العمل أعلاه هو المفضل لدي واسمه “النهر الساخن” (The Hot River). ويمكنكم مشاهدة المزيد من أعماله عبر الرابط التالي: اضغط هنا
وهذا فيديو يصور الفنان وفريقه وهم يشتغلون على العمل الأخير، ولاحظوا رغم أن الامطار هطلت اثناء عملهم إلا أنهم نجحوا في إكمال لوحتهم الفنية:
وأخيراً وليس آخراً نختم بـ”المُعلم”, الرجل الذي ضخ الدماء في شرايين هذا الفن بإدخاله لأسلوب ثلاثي الأبعاد في فن الرسم على الأرصفة والطرقات، وهو الفنان الامريكي كيرت وينر الذي بدأ حياته المهنية كرسام علمي مع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) قبل أن يتوجه إلى إيطاليا في بداية الثمانينات يسوقه شغفه بفن الرسم الكلاسيكي، ولذلك ستلاحظون أن الكثير من أعماله تصور كائنات أسطورية بالإضافة إلى شخصيات تاريخية وتراثية ، وهذه نبذة بسيطة من أعماله:
وختاماً العمل الأخير في هذا الموضوع وهو أيضا للفنان كيرت وينر وأحد أجمل أعماله، ولا حظوا الطفلين الصغيرين الذين يجلسان بوداعة على بساط الريح في أسفل الصورة !
هذه ثلاثين صورة تلقي بإضاءة مختصرة على هذا الفن البديع الذي لا يحتاج إلى أكثر من كومة من الطباشير وبضعة أمتار على الرصيف !